آفاق الجنوب

المغادرة باكراً نحو الجنوب، مروراً بمرتفعات الطائف الباردة وصولاً إلى الباحة. في الطريق، زيارة قرية الأطاولة التراثية، التي تعتبر من أهم القرى في منطقة زهران بمحافظة القرى. عند زيارتها، يمكنكم التعرف على الحضارة السعودية، ماضياً وحاضراً. ثم نستكشف قصر بن رقوش وهو أحد القصور الأثرية والتاريخية في الباحة. يعتبر من أقدم القصور التاريخية المتكاملة الخدمات وقد تم تجديده ليصبح متحفاً ومركزاً سياحياً ومقراً للفعاليات التراثية في المحافظة. المواصلة إلى غابة رغدان، إحدى أشهر وجهات النزهة الخارجية في الباحة، ملاذ جبلي غالبًا ما يلفه الضباب وتحيط به أشجار العرعر العتيقة. نختتم يومنا بمناظر غروب الشمس في رغدان. مبيت ليلة في الباحة.

بعد الإفطار نبدأ يومنا بزيارقلعة الملد المرتفعة فوق الوادي، هذه المجموعة المميزة من المباني التوأم، المعروفة مجتمعة باسم قلعة المعلاة أو القلعتين التوأم، تعد من أبرز المعالم الأثرية في الباحة. ثم استكشاف البيوت الحجرية البيضاء في قرية ذي عين، المعروفة باسم قرية الرخام. قرية ذي عين هي قرية تراثية سياحية تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي. تحيط بها الجبال من جميع الجهات وتقع في محافظة المخواة بمنطقة الباحة. ثم نواصل طريقنا إلى أبها. هناك، نزور متحف عسير الإقليمي، الواقع في وسط المدينة بجوار قصر الإمارة الذي بُني وفقاً للتقاليد المعمارية العسيرية. يروي متحف عسير الإقليمي التاريخ الطويل لأبها ومنطقة عسير ويعرض بعض الحرف اليدوية التقليدية في المنطقة، إلى جانب آثار منطقة عسير. نواصل إلى قرية المفتاحة، مركز ملون للفن والثقافة. تعمل كمركز ثقافي للفنون التقليدية والبصرية والفوتوغرافية، وكذلك الحرف اليدوية والصناعات الحرفية. ننهي اليوم بالصعود إلى قلعة شمسان لمشاهدة غروب الشمس. المبيت في أبها.

المغادرة إلى مدينة جازان عبر الجبال. التوقف عند قصور آل أبو سراح ، وهي تتكون من ثلاثة قصور في وسط قرية العزيزة، بناها الشيخ لاحق بن أحمد أبو سراح عام 1834، وتم تجديدها في عام 2017 من قبل أحفاده. تتمتع هذه القصور بعمق تاريخي واجتماعي لمنطقة عسير وهي أكبر القصور في المنطقة. ثم الصعود إلى جبل السودة، الذي يقف شامخاً كأعلى قمة في البلاد، مع إطلالات خلابة على جبال عسير، حيث يصل ارتفاعه إلى 3,015 متراً (9,892 قدماً) فوق مستوى سطح البحر. نواصل طريقنا إلى القرية التراثية المميزة رجال ألمع، قرية التراث العالمي لليونسكو، وهي قرية تراثية مذهلة ببيوتها الحجرية الملونة. تمتد الأهمية التاريخية لرجال ألمع إلى ما هو أبعد من روعتها المعمارية. كانت القرية مزدهرة كمركز تجاري حيوي، يربط الطرق التجارية بين اليمن وبلاد الشام عبر المدن المقدسة مكة والمدينة. بعد الاستكشاف، نواصل إلى جازان، وهناك سنزور القرية التراثية التي تقدم مزيجاً فريداً من التاريخ والثقافة والفن، مما يجعلها مركزاً ثقافياً نابضاً بالحياة. يمكنكم استكشاف البيوت التقليدية، بما في ذلك بيت جلابي، الذي يعكس العمارة الجبلية للمنطقة وتراثها الزراعي. نختتم بمشاهدة خارجية لـ قلعة الدوسرية، وهي قلعة تعود للعهد العثماني تطل على البحر الأحمر. المبيت في جازان.

المغادرة من جازان والقيادة عبر جبال فيفاء الخضراء المدرجة. الصعود إلى المزارع المدرجة في فيفاء، جوهرة محافظة جازان العالية في السماء العربية. مع قممها التي يزيد ارتفاعها عن 2,600 متر فوق مستوى سطح البحر، تقدم فيفاء مناظر مذهلة وغير متوقعة على الجبال الخضراء لهذا المرتفع الواقع على بعد 60 كيلومتراً فقط من البحر الأحمر. القيادة عبر وادي وادي لجب الدرامي، وهو وادٍ شهير يقع بين جبلين شاهقين ذوي منحدرات شديدة، ثم المواصلة إلى نجران. الاستمتاع بـ سوق الخناجر النابض بالحياة، والمشهور ببيع الجنبية، وهي خنجر عربي مزين بنقوش للزينة، ويستخدمه أهل المدينة في الأعراس والمناسبات الوطنية، حيث يعتبر جزءاً من تقاليدهم. المبيت في نجران.

قضاء الصباح في استكشاف نجران، بدءاً بزيارة قصر الإمارة، الذي يقدم فكرة عن النسيج المعماري للبيوت الطينية في نجران، ويعمل كإطار ثقافي ملهم للزوار والسياح، وكجسر للتواصل بين الأجيال. ثم استكشاف قصر العان الذي يتميز بطراز تقليدي يعكس الهوية المعمارية للمنطقة في الفترات السابقة. يتضح ذلك عند ملاحظة شكله الخارجي والزخارف البيضاء التي تزين حوافه. زيارة قلعة رعوم، القلعة المبنية من الحجر، التي لا تزال تحتفظ بملامحها المميزة. يمكنك الصعود عبر درج حجري، مما يجعلها موقعاً جذاباً لعشاق التاريخ ومتسلقي الجبال على حد سواء. كما سنكتشف آثار الأخدود التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. بعد الغداء، نتوجه إلى مطار نجران للعودة إلى جدة. نهاية جولتنا في جدة بدون إقامة في الفندق، مع توفير خدمة النقل إلى المطار لرحلة العودة إلى دياركم.